هل سيصبح موقع "فيسبوك" ساحة صراع سورية إسرائيلية على الجولان
قامت إدارة الموقع الإجتماعي الشهير “فيسبوك” ، بالسماح لمستخدميه في هضبة الجولان، والتي انتزعها الإسرائيليون من السوريين عام 1967، والتي تعتبر دوليا منذ ذلك الوقت أرضا محتلة، بأن يسجلوا أنفسهم على أساس أن بلدهم الأصلي هو إسرائيل، بعد أن كان الخيار الوحيد المتاح لهم هو أن يدخلوا بوابة الموقع على أساس أنهم سوريون.
وقد جاءت هذه الخطوة الخطيرة والغير متوقعة من قبل أهلي مجدل شمس نتيجة لقيام موقع honestreporting.com، الداعم لإسرائيل، بإنشاء مجموعة على الموقع الاجتماعي باسم: ” Facebook.. المقيمون بالجولان يسكنون بإسرائيل وليس سورية، ” حيث تمكن من جمع 2500 عضو بأول أسبوع من إطلاقه مما دعا إدارة فيسبوك إلى الاستجابة بعد مدة وجيزة.
ومن جهته أخرى فقد نفى أحد المشاركين في المجموعة، أليكس مارغولين، أن تكون الحملة سياسية قائلا ” لا تتعلق المسألة بمستقبل الجولان، فإنه من الممكن أن تذهب في زمن ما إلى الأيادي السورية.”
هذا وقال متحدث باسم موقع فيسبوك: ” لقد مكنا المستخدمين في مرتفعات الجولان باختيار إما سوريا أو إسرائيل ضمن قائمة بلادهم، خصوصا وأننا نتيح نفس الخيارات بالنسبة للمقيمين بالضفة الغربية، حيث يمكن أن يختاروا بلدهم أن تكون فلسطين أو إسرائيل.”
وأضاف المتحدث، الذي لم يفصح، عن اسمه، “نحن نتعامل مع القوائم المتعلقة بالبلاد على الموقع على أساس كل حالة بحالتها، وفي حالة مرتفعات الجولان، ارتأينا بأن وجود قائمة ثنائية، تضم إسرائيل وسوريا هو أمر منطقي في هذه اللحظة.”
وقد انقسمت الآراء في الجولان حول هذه القضية، فترى إحدى المقيمات بالمنطقة، “أوفري بزاز”، بأنها سعيدة لأن بإمكانها أن تغير بلدها على الفيسبوك لتصبح إسرائيل بدلا من سوريا وهي تصرخ من الفرحة، قائلة “من المهم عندما يأتي أحد ويشاهد المعلومات الخاصة بي وصفحتي الشخصية، بأن يرى أنني من إسرائيل لا سوريا، فأنا لست سورية.”
وعلى العكس من ذلك ففي بلدة مجدل شمس الدرزية، جاءت ردود الأفعال معارضة تماما لهذا الأمر، حيث يعتبر السكان أنفسهم سوريين، ويرفضون التغيير الذي أحدثه facebook، كما عبروا، وفقا للتقارير، عن خشيتهم من إضعاف هذا الأمر من مقاومتهم السلمية للاحتلال الإسرائيلي.
وفي لقاء مع شبكة سي إن إن قال صقر أبوثابت، صاحب متجر بالبلدة “حتى لو كان مجرد تغيير على الكمبيوتر أنا أريد الناس أن يعتبرونني دائما في مرتفعات الجولان بأنني مواطن سوري.”
وأما بالنسبة للعالم السوري عمار عبد الحميد، فقد قال بأنه من غير المتوقع سماع رد الفعل السوري على هذه المسألة، مبينا أن فيسبوك ومواقع شبكات تواصل اجتماعية أخرى قد تم منعها بسوريا.
وأضاف عبد الحميد “لقد أخذت الحكومة السورية موقفا صلبا إزاء النشاط عبر شبكة الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، والسبب الحقيقي وراء ذلك لا علاقة له بالصراع العربي الإسرائيلي، بل لأن هذه المواقع لها شعبية واسعة بين الناشطين السوريين. “